تصعيد صهيوني فاشي ضد العرب المسيحيين وكنائسهم في فلسطين....!
نواف الزرو
Nzaro22@hotmail.com
بعد أن شن الإرهابيون اليهود على مدى عقود الاحتلال، موجات من الهجمات والاعتداءات على المقدسات الاسلامية، ينتقل الإرهاب الصهيوني في هذه الأيام إلى مرحلة جديدة من التصعيد المرعب، ضد الكنائس المسيحية في القدس وعموم فلسطين، ويتنقل هذا الإرهاب منهجيًا من منطقة إلى منطقة، ومن قرية إلى قرية، ومن كنيسة إلى كنيسة، ليصل ذروته بالاعتداء الذي شنه مستوطنون، الخميس 2023-2-2 على كنيسة "حبس المسيح" في البلدة القديمة من القدس المحتلة وحاولوا إضرام النار فيهاـ واكدت محافظة القدس في بيان صحافي مقتضب، إن "ثلاثة مستوطنين اقتحموا مبنى الكنيسة الواقع مقابل المدرسة العمرية، وقاموا بتكسير وتحطيم محتوياتها، وحاولوا إشعال النار فيها"،وأضافت أن "الحارس الموجود في المكان تصدى للمستوطنين، وقام بإبلاغ الشرطة التي تتواجد في المكان"، بعد الاعتداء.
هذا وتتعرض كنائس القدس وممتلكات المسيحيين إلى اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، والتي كان من اخطرها تحطيم شواهد 30 قبرا في مقبرة تابعة للكنيسة الأسقفية الإنجيلية في المدينة المحتلة.
وقبل ذلك وقع الاعتداء الهمجي الذي نفذه المستوطنون الإرهابيون على مقبرة الكنيسة الإنجيلية في القدس المحتلة-4 يناير, 2023- وقبلها قام مستوطن الجمعة بمحاولته إحراق كنيسة "الجثمانيّة" قرب جبل الزيتون في القدس المحتلة، قبل أن يحبطها أهالي المدينة، وذكر شهود عيان أنّ المستوطن اقتحم الكنيسة التاريخيّة وسكب وقودًا وحاول إضرام النيران في بعض المقاعد الموجودة، إلا أن أهالي المنطقة تدخلوا وأفشلوا محاولته: - 04/12/2020 - وتأتي هذه المحاولة الاجرامية لتتوج سلسلة طويلة من الاعتداءات على الاماكن المقدسة المسيحية، إذ تتعرض هذه الأماكن المقدسة إلى هجمات صهيونية لا ترحم؛ تهدف إلى إلغاء الآخر الديني في المدينة المقدسة، عبر الاعتداءات والاقتحامات وعمليات الحرق للكنائس والأديرة، وكذلك عبر المصادرات والتهويد، وخاصةً في مراكز التواجد المسيحي في القدس وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، وصولًا إلى الأماكن الأخرى المتفرقة التي تنتشر فيها أماكن مقدسة مسيحية، وكما يجري مع المسلمين في منعهم من الوصول إلى مساجدهم، كذلك يمنع الاحتلال المسيحيين من الوصول إلى مقدساتهم، وخاصةً إلى كنيسة القيامة في القدس.
ولعل الوجه الصهيوني القبيح يظهر على حقيقته مجددًا، فقد دعا رئيس تنظيم لهافا العنصري، بنتسي غوبشطين، إلى حظر احتفالات عيد الميلاد، واصفًا العرب المسيحيين في البلاد بمصاصي الدماء وأنه يتوجب طردهم من البلاد، وهذا ليس بجديد على كل حال؛ فالمستوطنون اليهود كانوا هتفوا سابقًا: "الموت للمسيحية ...سنصلبكم"، وعضو كنيست قام بتمزيق الإنجيل بالبث المباشر، والإرهابيون اليهود يحرقون الكنائس والأديرة المسيحية ويتوعدون المسيحيين بالصلب مجددًا، والقناة الثانية الإسرائيلية تتطاول على رموز الدين المسيحي والسيد المسيح والسيدة مريم العذراء. إنها حملة صهيونية منهجية ضد العرب المسيحيين لإجبارهم على الهجرة كي تبقى فلسطين "إسرائيل"، بلا معالم مسيحية.
ووفقًا للمصادر الفلسطينية الموثقة، ففلسطين تشهد في الآونة الأخيرة نقلة خطيرة من الاعتداءات التي يشنها المستوطنون الإرهابيون على الكنائس والأديرة، لتحقيق أجنداتهم المبيتة في الانتقام من المسيحية وشطب معالمها وتهجير أهلها.
فتصوروا بعد كل ذلك... لو أن فلسطينيًا أو عربيًا؛ أقدم على حرق كنيس يهودي في الضفة الغربية، أو أقدم على حرق خزنة لفائف التوراة في الكنيس، فكيف كانت دولة الاحتلال ستتصرف؟ وكيف كان المستعمرون المستوطنون سيتصرفون؟ وكيف كانت الإدارة الأمريكية ستتصرف؟ وكذلك الاتحاد الأوروبي؟ وكذلك الأمم المتحدة...؟
ربما كانت ستقوم الدنيا ولا تقعد أبدًا، حتى تقوم قوات الاحتلال ومعها عصابات المستوطنين؛ بحرق الأخضر واليابس، في كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، ناهيكم عن حرق المساجد والكنائس والكتب المقدسة، وربما حتى إحراق المسجد الاقصى وكنيسة القيامة... وناهيكم عن أعمال القتل والفتك ضد الأطفال والنساء والشيوخ.. أليس كذلك الحال...؟ ولكن، وحيث أن الذين يقومون بالاعتداءات والحرق والتخريب هم المستوطنون الصهاينة وجنود الاحتلال.. وحيث أن المساجد والكنائس والمقدسات والمعالم العربية هي التي تتعرض للحرق والتخريب والاغتيال، فلا بأس لدى العالم المذكور ببيان إدانة.. وكفى....!
|