لا تكونوا زورق نجاة لاسرائيل وعنصريتها
د.عدنان بكرية
- مشاركتنا بانتخابات الكنيست اكبر عملية تجميل لوجه اسرائيل العنصري القبيح ....
- اليوم نشهد عملية تدمير للعمل الوطني هنا في أوساط فلسطينيي ال 48 أسوة بما يحصل في الضفة
بعد مرور ستين عام على نكبة شعبنا وبعد أن وصل المشروع الوطني الفلسطيني الى طريق مسدود ومع استمرار محاولات القيادة المتنفذه لتدمير هذا المشروع والذي بني بمئات آلاف الشهداء ..يحق لنا أن نسأل شعبنا الفلسطيني ما العمل ؟ فالشعب وحده هو القادر على إعطاء الإجابة والحفاظ على تضحياته.
ويحق لنا نحن هنا أبناء الداخل الفلسطيني أن نواجه قيادتنا المحلية من أحزاب ساهمت بشكل وآخر في تدمير النهضة الوطنية وتقدمها الطردي مع التحولات والتطورات ... من خلال تمسكها بالتمثيل البرلماني "الكنيست"... من حقنا أن نسألها وبعد أن مني العمل البرلماني "النضال البرلماني " كما يسميه البعض بهزيمة واثبت انه غير قادر على إحقاق حقوقنا أو حتى على إنصافنا..من حقنا أن نطالب بإجراء مراجعة شاملة لمجمل عملنا النضالي البرلماني والميداني واستخلاص العبر والاعتراف بأن العمل البرلماني أساء لمسيرتنا وأعاق تقدمنا السياسي الوطني .
العمل البرلماني لم يكن إلا عملية تجميلية لوجه إسرائيل العنصري البشع والتي ما فتئت تتبجح بديمقراطيتها المزعومة وبمنح العرب حق الترشح والانتخاب... وفي المقابل تمارس شتى أنواع التمييز العنصري..نهدم بيوتنا وتصادر أراضينا وتسن القانون تلو القانون لجعلنا قطيعا في مزارع الصهيونية..كل هذا يجري والعمل البرلماني عاجز عن منع تشريع قانون يمس الفلسطينيين هنا !
أعطوني عضو كنيست عربي استطاع أن يمنع جرافة هدم متجهة لهدم بيوتنا في النقب والجليل والمثلث ! أعطوني عضو كنيست عربي نجح بتمرير مشروع قانون يصب بصالح الفلسطينيين هنا... بالمقابل فالقوانين العنصرية الصهيونية تقع على رؤوسنا من كل حدب وصوب !
على قادة الأحزاب أن يعترفوا بان احد الأسباب المركزية للتفسخ والتناحر والتقاطب القائم هنا مردودة انتخابات الكنيست وما يرافقها من صراعات ..وعليهم أن يعترفوا أيضا بأنه ليس لديهم الاستعداد والقابلية لترك هذا المجال والاهتمام بالقضايا الوطنية وتعبأه الجماهير الشعبية ومساعدتها على اخذ مكانتها على ساحة النضال الجماهيري الشعبي هنا .
في غمرة العدوان على غزة العام الماضي دعونا الأحزاب العربية هنا لمقاطعة الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية كخطوة احتجاجية على محارق غزة ..وقلنا فلنقاطعها ولو لمرة واحدة كشكل من أشكال النضال والاحتجاج على ما يجري لأخوتنا في غزة..لكننا جوبهنا بالرفض القاطع ..والمحاربة من قبل أحزاب المناصب والكنيست ..وكان المقعد البرلماني *(والتمويل الحزبي) أهم من ألف وخمسمائة شهيد سقطوا على ارض غزة.
اليوم نشهد عملية تدمير للعمل الوطني هنا في أوساط فلسطينيي ال 48 أسوة بما يحصل في الضفة ..ونشهد تساوقا وانسجاما بين بعض الأحزاب هنا والسلطة الفلسطينية في قضايا متعددة وكثيرة واحيانا يصل هذا الانسجام الى حد التنسيق المشترك وتستير العورات ..فماذا يعني صمت الاعلام الحزبي هنا على موقف عباس من تقرير غولدستون ؟!وماذا يعني المساواة احيانا بين الجلاد والضحية وانتقاد المقاومة ونضالها ..وتحاول هذه الأحزاب ترويج مواقفها المهادنة وتعميمها على فئات الشعب من خلال إيهام الناس بأنه لا حول لنا ولا قوة..عملية ترويج لثقافة الانهزام والخنوع .
المطلوب وحالا من الفئات الوطنية الحقيقية اخذ زمام المبادرة لقبر أوهام القيادة المتنفذة في أوساط فلسطينيي ال 48 وترويج ثقافة الصمود والحفاظ على الثوابت الوطنية .. فنحن جزء من المشروع الوطني الشامل ولسنا جزءا من المؤسسة الصهيونية أو من سلطة الخنوع والمهادنة !
المطلوب وبسرعة صياغة أجندة وطنية تتماشى وتطلعات الشارع الفلسطيني.. فالفرز التاريخي يطولنا كما هو طائل اخوتنا الآخرين وعلينا ان نتخذ موقفنا بحزم وصرامة ودون تأتأة وانتظار .. فالتحديات خطيرة وكبيرة ولا تحتمل الانتظار !
|