في ذكرى النكبة، ١٩٤٨/٥/١٥
العودة
سأعودُ على متنِ بُراقٍ مُتعبٍ
تكرّرت رحلتهُ بينَ السماءِ والرمادِ
الذي تبقّى من نَفَسِ الماردْ.
يأتيني الوحيُ على شاطئٍ تكسوهُ
خُطى الذين عبروا شرقاً،
هناكَ،
رتّبوا الحجارةَ في انتظارِ القاربِ
والساعةِ التي قيلَ أنّها ستنكمشُ
خجلاً أمامَ الأطفالِ والأراملْ.
هناكَ،
بين الأشلاءِ والحائطِ وأزهارِ الجبلِ
البريّةِ،
سنلتقي،
نجمعُ الأسماءَ ونوزّعُ أكياسَ الطحينِ
وعلبَ الكاكاوْ وزيتَ البطاقةِ التّي كرّستها
الأممُ المتّحدةِ لنا.
هناكَ،
ننتظرُ بصبرِ أيّوبْ،
ننتظرُ القوافلَ التي ستمرُّ من هنا
على بُعدٍ لا يتعدّى قريةً أو قريتينْ.
هناكَ،
أسمعُ النداءَ والغناءَ ونشيدَ الملائكةِ وصدى
النحيبِ يبتعدُ كُلّما عانقنا شجرةَ الزيتونِ
الأخيرةْ.