لِما أكتبُ أو أقرَأ ...!!
بقلم د. عبد الرحيم جاموس
أكتبُ أو اقرَأُ ..
مساءً وصباحاً ..
عن أوطانٍ كُنا نَملكها ..
عن سيادةٍ ..
باتتْ كامنة فيها فوقَ الرَّمادِ ..
عن كرامةٍ مَهدورة ..
قد خَرجت لِلتوِ من سوقِ المزادِ ..
****
عن قياداتٍ اضحت ..
تبحثُ عن مَجدها ...
بين أكوامِ التناقضات ..
عن بقايا فُتاتِ انتصارِ ضائعٍ ..
قد كان ..
في زمنٍ قَد مَضى وفات ..
****
عن أُمةٍ باتت مُخدرة ..
مَسلوبةَ الإرادة ..
مُغيبةُ العَقلِ والوجدان ..
عن شعوبٍ تَجهلُ معنى المصير ..
باتت مُهمشة، فاقدةُ السمعِ ..
كأنها قد فَرت من قَسوَرة ..
****
عن اقتصادٍ يَتداعى ..
يَتآكلُ ..
بين مطارقَ السَلب والنَهب ..
أم عن الفسادِ الساكنِ فينا ..
من الرأسَ حتى القدمين ..
****
أكتبُ:
عن العلمِ والجَهلِ ..
عن عناوينِ المرحلة ..
عن الإحباطِ والتخلفِ ..
عن الأمل والنصرِ والمُكابَرة ..
****
أكتب...
عن معتقداتٍ وهويات ..
باتت عناوين للجهلِ المعتقِ ..
في سراديب الطوائفِ ..
صارت المذاهب عندها ..
أدواتٌ ووسائل للتشظي ..
وسلاحٌ للقتلِ على الإسمِ ..
أو الوشمِ ..
دون تخفِ أو مواربة ..
****
أكتب:
عن حالةِ التماهي العجيبةِ ...
بين التوافقاتِ والنفاقاتِ ..
بين القاتلِ والقتيلِ ..
بين اليمينِ واليسارِ ..
بين سدنةِ الدينِ ..
والأيديولجيات المتخشبة ..
أو سدنةِ الأفكارِ المعلبةِ ...
****
لَيتني لم أشهد ..
زمن السَلاطينَ بلا سُلطان ...
ليتني كنتُ حَجراً ..
في يدِ طفلٍ ..
فاقدَ الإحساسِ بظلمِ المرحلة ..
لَيتني لم أحضُر مراسيمَ القداسِ الأخير ...
لَيتني لم أَكن شاهداَ ..
على هذا الزمانِ المَسخَرة ...
****
قلبي أبى أن يكونَ ..
شاهدَ زور ٍ..
على سخافَةِ السُفهاء ..
وسوءِ إدارةِ المرحلة ..
****
رغمَ كلِ هذا السيل من الغُثاء ..
بقيَ نبضُ قَلبي عربيٌّ ..
والدمُ النازفُ منهُ ..
قرمزيُ اللون ..
مَقدِسيُ العبيرِ ..
فِلسطينيُ الهويةِ ...
عربيُ الهوى والإنتماء ..
فلا تعجب ..
ولا ولا ولآ ..
..............................
د. عبد الرحيم جاموس
13/1/2022
Pcommety@hotmail.com