الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
رأى المُستشرق الإسرائيليّ، إيهود يعاري، المُرتبِط بأجهزة المخابرات في دولة الاحتلال، رأى أنّ الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يستمّر في محاولاته المتكررة لتحدي واستفزاز الدولة اليهوديّة، وقال يعاري إنّه “بعد إطلاق المسيّرات باتجاه حقل (كاريش)، المُتنازع عليه بين الكيان ولبنان، مطلع هذا الشهر، طالب حزب الله أمس الأوّل بالسيادة اللبنانية على نفق السكة الحديدية الشمالي في رأس الناقورة، بهدف المس بالمفاوضات بين إسرائيل ولبنان حول مسألة الحدود البحرية”، على حدّ قوله.
مستشرق إسرائيليّ: تصريحات الوزير حمية مفاجئة واستفزازية
يعاري، الذي يعمل محللاً للشؤون العربيّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، وباحثًا كبيرًا في معهد واشنطن دراسات الشرق الأدنى، لفت في سياق تحليله على موقع القناة الـ12 إلى أنّ الطلب قد تمّ عرضه بصورة مفاجئة من قبل وزير الأشغال العامة والنقل اللبنانيّ، علي حمية، قائلًا: “إنّ حمية يطالب إسرائيل بتفكيك الحاجز الإسمنتي الذي بنته عند خروجها من لبنان، وتسليم رأس الناقورة نفسها إلى السيادة اللبنانية”، طبقًا لأقواله.
ونقل يعاري عن حمية قوله، خلال زيارته لبلدية الناقورة، التي تبعد كيلومترات معدودة من رأس الناقورة، نقل عنه قوله “إنّ حقوقنا السياسية تكمن بقرارنا إعادة كل شبر من النفق المحتل، دون الإضرار بقرارنا في استعادة حدودنا البرية والبحرية أيضًا”، كما قال الوزير اللبنانيّ.
واعتبر يعاري أنّ هذا الطلب يأتي بعد أسابيع من زيارة الموفد الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى بيروت، الذي كان قد رافق الرئيس الأمريكيّ جو بايدن خلال زيارته إلى السعودية وإسرائيل وفلسطين الأسبوع الماضي.
المطلب الجديد يُضيف أزمةً جديدةً بالمفاوضات اللبنانيّة الإسرائيليّة لترسيم الحدود
علاوة على ما جاء أعلاه، زعم المستشرق الإسرائيليّ أنّ الطلب الجديد يضيف أزمة جديدة بالمفاوضات حول الحدود البحرية بين لبنان والكيان، ونقل عن مصادر قولها: “إن إسرائيل لا يمكنها السماح لنفسها بالتفريط بمنطقة الناقورة والإتاحة للبنان بالوقوف على رأس قمتها، فهذا الأمر سيكشف مستوطنة رأس الناقورة بالكامل أمام حزب الله”، طبقًا للمصادر التي نقل عنها يعاري.
وتابع قائلاً إنّ “رئيس المجلس الإقليمي “ماطيه آشر” ورئيس منتدى خط المواجهة موشيه دافيدوفيتش كان قد أفادا في تعقيبهما أنّ “مستوطنة رأس الناقورة الواقعة في مناطق المجلس الإقليمي التي أقيمت بعد انتهاء حرب 48 على يد مقاتلين من لواء (يفتاح) الذين هاجروا إلى البلاد في عام 1946 قبل قيام إسرائيل، هي الدرع البشري لسكان المستوطنات، فالذين يسكنون فيها يشكّلون خط الحدود يحمون بأجسادهم وبمنازلهم كل الجزء الشمالي من إسرائيل”، على حد تعبيره.
حزب الله يعتقِد أنّ الطلب سيزيد قوّة لبنان في المفاوضات مع إسرائيل
وشدّدّ المُستشرِق يعاري، نقلاً عن المصادر عينها على أنّ “حفر النفق تمّ عام 1941 ويبلغ طوله 695 مترًا، ويقع على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وقد أُغلق بالبطون الأسمنتي عام 2000 من قبل دولة الاحتلال بعد خروجها من لبنان”، مُضيفًا أنّه “وعلى مدار سنوات طويلة لم يطرح اللبنانيون هذا الطلب، رغم أنّ رئيس الوفد اللبناني المفاوض الجنرال المتقاعد عبد الرحمان شحيتلي قال إنّ هناك مجالًا للنقاش”، لافتًا إلى أنّه يسود الاعتقاد حاليًا لدى حزب الله أنّ الطلب سيؤدّي إلى تحسين قوة التفاوض اللبنانية حول ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية، كون هذه النقطة ذات أهمية كبيرة”، كما قال المُستشرِق الإسرائيليّ يعاري.
وجريًا على المبدأ الإسرائيليّ الممجوج لدقّ الأسافين بين أبناء الشعب اللبنانيّ، في محاولة لإثارة الفتن والقلاقل في بلاد الأرز، زعم المُستشرق أيضًا أنّ “عناصر” (!) في المعارضة اللبنانيّة لحزب الله زعموا أنّ طلب حزب الله الأخير هو مُجرّد مناورة فقط، هدفها تعقيد قضية ترسيم الحدود المائيّة بين لبنان والكيان، الأمر الذي سيسمح للبنان في حال إتمامه للبدء في أعمال التنقيب عن النفط في أراضيها، وفق مزاعم المصادر اللبنانيّة “المجهولة”، التي زعم المُستشرق الإسرائيليّ يعاري اعتماده عليها.
قصف حزب الله لمنصّة (كاريش) إعلان حرب
على صلةٍ بما سلف، أوضح محلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET) الإخباريّ، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، أوضح، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ في المؤسسة الأمنيّة بالكيان أنّ “نصر الله يعلم في الحقيقة أنّ قصف منصة (كاريش) سيشكّل إعلان حرب، لكنه لن يحاول تدمير المنصة، إنما إحداث فقط “غيمة تهديدات” تُخيف المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية، لمنعها من التوصل إلى اتفاقيات مع إسرائيل”، كما أكّد.
المسيّرات لا تُعترض وأسرابها معضلة حقيقيّة لإسرائيل