غزة- خاص بـ”رأي اليوم”- نادر الصفدي:
رغم التوقعات التي تصب جميعها في منطقة الفشل ووصول تحركاتها “المُلمعة إعلاميًا” لطريق مسدود، نظرًا لكبر حجم الخلافات وتعمق الأزمة لمرحلة أخطر من المتوقع في التجاوب مع الحلول العادية، تواصل إسرائيل اتصالاتها مع الجانين الروسي والأوكراني، للبحث عن حلول عملية تُنهي الحرب الدامية التي دخلت أسبوعها الثالث، وخلفت خلفها الكثير من الدمار ورائحة الموت المنتشرة في كل مكان.
إسرائيل ومنذ اللحظة الأولى من اشتعال الحرب، وإعلان الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية، أجرت العديد من الاتصالات واللقاءات السرية والعلنية، مع طرفي الأزمة، لكن حتى هذه اللحظة لم تخرج تلك التحركات بنتائج إيجابية يمكن البناء عليها، لإنهاء التصعيد الدامي الحاصل أو حتى الوصول لهدنة إنسانية.
ورغم أن إسرائيل بكت بـ”دموع التماسيح” على ضحايا الحرب الروسية، إلا أن التقارير العبرية التي تحدثت طوال الأيام الماضية عن العنصرية الكبيرة التي يتم التعامل بها مع مئات الأوكرانيين الفارين من ويلات الحرب داخل إسرائيل، قد كشفت زيف هذه الدموع، وأدخلت “تل أبيب” والعاصمة كييف في أزمة علاقات دبلوماسية هي الأكبر من نوعها، خاصة بعد إعلان “الكنيست” رفضه القاطع لطلب الرئيس الأوكراني زيلنسكي لمخاطبة أعضاء الكنيست من خلال مكالمة فيديو، قبل العدول عن هذا الرفض، وتحديد موعد للخطاب.
وذكرت صحيفة “هارتس” العبرية، أن اللاجئون الأوكران يتعرضون لمعاملة بالقاسية، وعانوا ظروفا شديدة السوء، مع اضطرار قسم كبير منهم، للبقاء في مطار اللد، دون أن تُوفَّر لهم احتياجات أساسية كأماكن للمبيت، كما أنهم تعرّضوا للازدراء، فيما يواجهون خطر الترحيل حتّى بعد كل تلك المعاناة.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته مساء الخميس، أنّه لا خيار (للاجئين) للاستحمام أو وضع رأسهم على وسادة”، موضحة أنّه “بدلاً من الأسرّة القابلة للطيّ (التي يُفتَرض توفيرها للاجئين) في مطار اللد ، يكتفون بالكراسي البلاستيكية التي يجلس عليها مئات الأشخاص المنهكين لساعات، بعد رحلة استغرقت يومًا كاملا على طريق الهروب من رُعب الصواريخ الروسية.
وأفادت بأنّه تم توثيق أطفال ينامون في أماكن مختلفة من المطار، فيما “يرقد البالغون الذين شعروا بالسوء على الأرض”، مشيرةً أنّه “في إسرائيل، يلتقي اللاجئون بموظّفين يتعاملون معهم بقسوة”، وبعدم اكتراث.
وذكرت الصحيفة أن عبارات مثل “غير يهودي” أو “غير يهودية”، كانت مّما تفوّه به اللاجئون، “وكأن اللاجئين الذين طرقوا أبواب إسرائيل، يشعرون وكأنهم مُتّهمون مُطالِبون بحُكم مخفّف”.
وفي إطار الأزمة المتصاعدة بين إسرائيل أوكرانيا والتي ترجح كفه فشل وساطة “تل أيب”، اتهم وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، في السابع من شهر مارس الجاري شركة طيران “إل عال” الإسرائيلية والخطوط الجوية الإسرائيلية، بالتحايل على العقوبات المفروضة على روسيا، وهو ما نفته الشركة زاعمة أن “الحقائق مختلفة تماما”.
وقال كوليبا في تغريدة بحسابه عبر “تويتر” إن شركة الطيران الإسرائيلية تسمح بقبول مدفوعات من النظام المصرفي الروسي “مير” الذي يهدف إلى التحايل على العقوبات.
وعَدَّ أن سلوك “إل عال” وهي أكبر شركة طيران إسرائيلية، “غير أخلاقية”، ويمثل “ضربة للعلاقات الأوكرانية – الإسرائيلية”.
وبالعودة لمدى نجاح أو فشل إسرائيل في وساطتها “الغامضة” بملف الأزمة الأوكرانية-الروسية المشتعلة، اعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، اعتبر أن “إسرائيل أعلنت فشل وساطتها مُبكرا”، وذلك بعد أن كشفت وسائل إعلام أن رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت، قد أبلغ وزراءه أنه لم يعرض وساطة بين الأطراف المتحاربة في روسيا وأوكرانيا إنما “ناقل رسائل”.
وحذر أبو عامر من أن الاحتلال يستغل هذه الأزمة كما غيرها لتعزيز الهجرات اليهودية ومحاولة زيادة أعداد اليهود المحتلين داخل فلسطين المحتلة، ما يعيد للأذهان الهجرات اليهودية في بدايات إنشاء المشروع الصهيوني، وما قبله بسنوات، وبداية إنشاء الييشوف اليهودي.