الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
قررت سلطات الاحتلال الإسرائيليّ أمس الاثنين، منع سفر الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلاميّة بالداخل الفلسطينيّ المحتل، يُشار إلى أنّ وزير الأمن الأسبق، الجنرال المُتقاعِد موشيه يعلون، كان قد أعلن عن الحركة الإسلاميّة في أراضي الـ48 خارجةً عن القانون.
وعن تفاصيل أمر منع الشيخ من السفر، أوضح توفيق محمد، من لجنة “إفشاء السلام” القُطرية، أنّ أمر المنع صدر بعد توقيع وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييلت شاكيد عليه، بحقّ الشيخ رائد صلاح رئيس لجنة “إفشاء السلام” القطرية، ساري المفعول حتى تاريخ 13 آذار (مارس) المقبل، وهو قابل للتمديد إلى 6 أشهر. يُشار إلى أنّ الشيخ صلاح (64 عامًا)، هو من مدينة أمّ الفحم في المثلث الشماليّ، داخِل ما يُطلَق عليه الخّط الأخضر ويحمل الجنسيّة الإسرائيليّة، كباقي الفلسطينيين في الداخل، الذين ما زالوا يُرابِطون على أرضهم منذ نكبة العام 1948.
وتابع قائلاً إنّ في قرار وزيرة الداخليّة الإسرائيليّة، وهي من حزب رئيس الوزراء نفتالي بينيت، وردت مزاعم، بأنّ لديهم خشية من أنّ سفر الشيخ صلاح إلى خارج البلاد، سيستغل لإجراء لقاءات مع “منظمات إرهابية” و”دعم مصالح الحركة الإسلامية”، كما زعمت وفق معلومات زودت بها، أنّ سفره “يشكل خطرًا على أمن إسرائيل”.
وأوضح السكرتير، أن لدى الشيخ مدة 14 يوما لتقديم اعتراضه على قرار منعه من السفر، أمام السلطات الإسرائيلية المختصّة.
وفي تعقيبه على القرار، قال الشيخ رائد صلاح: “هذا القرار القائم على أنظمة الطوارئ سيئة الصيت، والتي ابتدأت منذ الانتداب البريطاني، هو قرار يجسد المطاردة الدينية والسياسية”.
وأضاف في تصريحٍ خاصٍّ، أنّه “يأتي بهدف التضييق على تحركي ولجم كل نشاطي الهادف إلى إفشاء السلام من خلال لجان “إفشاء السلام” التي بدأت تنشط في دورها خلال هذه الأيام”، على حدّ قوله.
وتابع: “يبدو أنّ هذا الأمر الطارئ يحمل لغة الإنذار لي، خصوصًا بعد دور لجان “إفشاء السلام” في مدينة الخليل، وبعد شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك”.
وأكّد الشيخ صلاح، أنّ ما يقوم به “هو أمر مشروع من خلال لجان “إفشاء السلام” المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا”، داعيًا إلى “ترسيخ قيم السلم الأهلي والتغافر والتسامح في كل مسيرتنا الفلسطينية، وهذا ما نصر عليه”.
في سياقٍ ذي صلةٍ، قال عضو الكنيست الصهيونيّ، المُتطرّف والعنصريّ، موشيه أربيل، كما أفاد موقع (نيوز 1) الإخباريّ العبريّ، قال إنّه يُبارك للنائب عبّاس منصور ولكلّ أعضاء حزبه في الكنيست، القائمة العربيّة المُوحدّة، على دعمهم قرار منع الشيخ صلاح من السفر خارج البلاد، وأضاف أنّ خطوتهم تؤكِّد عمق تأييدهم للحفاظ على أمن إسرائيل، وأنّ الأمن القوميّ الإسرائيليّ بالنسبة لهم، أيْ أعضاء الكنيست من القائمة المُوحدّة، هو قبل كلّ شيءٍ، على حدّ تعبيره.
جديرٌ بالذكر أنّه منذ انضمامه وحزبه للحكومة العنصريّة الحاليّة بقيادة بينيت، لا يأبه عبّاس باجتياز جميع الخطوط الحمر، ويُواصِل “سقطاته”، نذكر منها، على سبيل الذكر لا الحصر: تصويته ضدّ إقامة مستشفى عربيّ بالداخل المُحتّل، تبريره إرهاب المُستوطنين وتأييده للقانون العنصريّ الذي يستهدِف الأسرى، وتبنّى قانون القوميّة العُنصريّ، حيث أكّد أنّ إسرائيل دولةً يهوديّةً وستبقى كذلك، على حدّ تعبيره.
وفي الأسبوع الماضي أثار النائب عبّاس عاصفةً جديدةً، إذْ قال رئيس “القائمة العربية الموحدة”، الشريكة بالحكومة الإسرائيليّة، إنّه لن يستخدم لفظ (أبارتهايد) أوْ الفصل العنصري لوصف العلاقات بين اليهود والعرب داخل البلاد.
ونقلت وكالة (أسوسييتد برس) عن منصور عبّاس قوله ردًّا على سؤالٍ في حديث على الإنترنت نظّمه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث مقره العاصمة واشنطن، “لن أسمي هذا الفصل العنصريّ”، مشيرًا إلى أنّه عضو في الائتلاف ويمكن أنْ ينضم إلى الحكومة نفسها إذا أراد ذلك، على حدّ تعبيره.