لندن- رأي اليوم- خاص
وضعت الاجتماعات الاخيرة التي عقدت في الاراضي الفلسطينية المحتلة تحت عنوان ترتيب البيت الداخلي بالنسبة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير و اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني ما يمكن وصفه بالخطة الوحيدة اليتيمة المتاحة لضمان عدم تدهور الاوضاع الامنية والاجتماعية لا في الاراضي الفلسطينية المحتلة ولا على المستوى الاقليمي.
ويبدو ان اجتماعات الكواليس المتعلقة باللقاءات الثنائية او على شكل مجموعات التي احاطت بالاجتماعات الرسمية الاخيرة في رام الله.
كرست قناعة العديد من الأطراف في المعادلة الداخلية الفلسطينية بالملامح العامة الاساسية المتاحة للخطة اليتيمة الموصوفة الان والتي تتعامل على رأي الرئيس محمود عباس مع الواقع الموضوعي كما هو حيث لا يوجد عملية سلام ولا يوجد اي مستجدات على هذا الصعيد ولا يوجد مفاوضات وحيث الاستعصاء السياسي يطارد ويلاحق الحكومة الاسرائيلية الحالية مما يعني انغلاق العديد من الخيارات.
في كواليس حركة فتح تحديدا و بعض الفصائل المعارضة الفلسطينية او المعارضة في منظمة التحرير تسريبات بالجملة حول طبيعة و اهداف تلك الاجتماعات وتسريبات اخرى تتحدث عن خطة وحيدة تم اعتمادها على مستوى القيادة الفلسطينية و ستنفذ .
ولكن ليس عبر السلطة الفلسطينية واجهزتها بسبب حاله العجز و ميزان القوى الواقعي الذي تعيشه السلطة الفلسطينية وايضا بسبب تدخلات عنيفة سبقت الاجتماعات الاخيرة في الارض المحتلة من قبل وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكين وخلافا للضغوطات الدبلوماسية التي تمارسها الدول الاوروبية عبر سلسلة من ابتزاز مواقف تسكين الوضع الحالي بالنسبة للسلطة الفلسطينية ومؤسساتها بدلا من الصدام وتأزيم الامور في الوقت الذي يتم فيه ضمان تقديم الرواتب.
الانطباع كبير بان هامش المناورة السياسي الفلسطيني اصبح مرتبطا بورقة دعم السلطة ماليا والرواتب والطموحات تقلصت هنا على صعيد مؤسسات السلطة تحديدا الى حالة غير مسبوقة ويرثى لها سياسيا حسب مصدر فتحاوي مهم ومطلع وعنوانها الاساسي هو النضال من اجل بقاء تامين الرواتب.
الى هنا ما يميز كواليس التسريبات وحتى احيانا التصريحات المنقولة على لسان الرئيس الفلسطيني وبعض اركان وقادة السلطة الفلسطينية هو بعض الملامح المتعلقة بما يسمى بالخيار الوحيد وعبارة الخيار الوحيد بدأت تستخدم بكثافة على صعيد مستشاري الرئيس والمقربين منه بما في ذلك القيادي الفتحاوي حسين الشيخ ومدير المخابرات اللواء ماجد فرج وايضا المستشار عزام الاحمد اضافة الى رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية.
و هؤلاء جميعا يتحدثون عن ضعف سبل المواجهة و عن صعوبة وإستحالة تأزيم الامور عبر وقف التنسيق الامني و يستخدمونها في الكواليس تعبير الخيار الوحيد.
وكلمة الخيار الوحيد و عبارة الخيار الوحيد هي تلك التي تعني بان السلطة الفلسطينية في برنامجها وبدعم من الرئيس عباس المتجه حصريا في المرحلة المقبلة نحو عملية الضغط الدبلوماسي ومع المجتمع المدني الفلسطيني والمجتمع المدني في العديد من الدول الاوروبية وفي الولايات المتحدة و مع المنظمات الدولية فقط على اساس محاولة لانتاج حالة تكييش سياسي تضغط على اسرائيل تحت عنوان الجرائم الجنائية وقرار منظمة العفو الدولية المهم مؤخر ا باعتبار إسرائيل دولة فيها ممارسات لها علاقة بالفصل العنصري الأبارتايد
دون اللعب بورقة ما يسمى بالخيار الوحيد حتى هذه اللحظة لا يوجد مستجدات لا على صعيد العمل الفلسطيني النضالي.
ولا على صعيد اي مشروع له علاقة بالسلطة الوطنية الفلسطينية والمشهد اليوم بعد اجتماعات رام الله ثبت انه مرتبط بالواقع الاقتصادي والمالي الذي تعيشه الاراضي المحتلة ومخاوف كل الاطراف من انفجار الوضع بما في ذلك الاطراف الاسرائيلية والامريكية الامر الذي يبرر اهتمام ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن بملف تحسين الوضع المعيشي وبقاء حالة الاستقرار الامنية في الاراضي المحتلة بالرغم من كل مظاهر ما يسمى بالاستعصاء التفاوضي والسياسي.
ويعني ذلك ان هامش المناورة الوحيد الذي قرره الرئيس عباس شخصيا لا بل تحدث به او في كواليس اجتماعات رام الله الاخيرة هو العمل مع المنظمات الدولية لتكريس قناعة العالم بسياسات الفصل العنصري الاسرائيلية والعمل لدعم تيارات المقاطعة وتيارات الممانعة وطرح الخيارات المتعلقة بانتفاضة سلمية او بثورة سلمية بالحد الادنى و بشكل خجول مع ان الرئيس عباس فيما نقل عنه اشتكي من ان العمل النضال السلمي بمعنى الثورة السلمية والتعبير السلمي المدني مسائل يبدو انها لا تجذب الشعب الفلسطيني الان كما نقل عنه تأييد هذا النمط من العمل ويدعو له لكن المؤسسات التنظيمية والشبابية لا تظهر إهتماما حقيقيا فيه.