الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
أقامت إسرائيل الدنيا ولم تُقعِدها بعد تأكيد منظمّة العفو الدوليّة (Amnesty International) في تقريرها الأخير، الذي صدر أوّل من أمس الثلاثاء، أنّ إسرائيل هي دولة عزلٍ عنصريٍّ، وكال قادة كيان الاحتلال الاتهامات للمنظمّة الدوليّة، ووصلت حدّ اتهامها بمُعاداة الساميّة، كما صرحّ الوزير الإسرائيليّ، نحمان شاي، في مُقابلةٍ أدلى بها للقناة الـ12 في التلفزيون العبريّ.
عُلاوةً على ذلك، نفث الإعلام العبريّ سمومه ضدّ المنظمّة الحقوقيّة العالميّة، وأعلن الحرب عليها وعلى تقريرها، وجنّد لتحقيق هذا الهدف ماكينة الإعلام الصهيونيّة في جميع أصقاع المعمورة لشيطنة (أمنستي انترنشيونال)، وتمّ رصد الميزانيات الهائِلة من أجل تحقيق هذا الهدف، إلّا أنّه حتى اللحظة، فشِل الكيان وإعلامه وقوى الضغط التي تدور في فلكه من التأثير على الرأي العّام العالميّ والمحليّ.
صحيفة (رأي اليوم) ومن مُنطلق التزامها بالخطّ العربيّ-الوطنيّ، عادت إلى الأرشيف، الذي لا يكذب وجمعت عددًا من تصريحات كيان الاحتلال منذ زرعه على أرض فلسطين في النكبة المنكودة عام 1948 وحتى يومنا هذا. واللافِت، كما تؤكِّد أقوال أركان قادة دولة الاحتلال، أنّ جميعهم دون استثناء، كانوا قد حذّروا من أنّ مواصلة الاحتلال ستؤدّي إلى تحوّل الـ”دولة اليهوديّة” إلى دولة عزلٍ عنصريٍّ.
بناءً على ذلك، فإنّ العديد من قادة كيان الاحتلال كانوا قد أكّدوا في الماضي البعيد وأيضًا غيرُ البعيد من تحوّل دولة الاحتلال من “دولة يهوديّةٍ-ديمقراطيّةٍ”(!) إلى دولة عزلٍ عنصريٍّ، والمعروفة بالاسم الإنجليزيّ أبرتهايد (Apartheid).
دافيد بن غوريون
وفي هذا السياق، وَجَبَ التذكير بأنّه في العام 1967، قال مَنْ يُطلِقون عليه مؤسس الدولة العبريّة، دافيد بن غوريون ما يلي:”من الأفضل أنْ تتخلّص إسرائيل من الأراضي التي احتُلت في العام 1967 ومن السُكّان الذين يعيشون فيها، لأنّه إذا لم تفعل ذلك ستتحوّل قريبًا إلى دولة فصلٍ عنصريٍّ”، على حدّ تعبيره.
يُشار إلى أنّ بن غوريون كان أوّل رئيس وزراء في الكيان، وعارض بشدّةٍ إلغاء الحكم العسكريّ الذي فرضته إسرائيل بعد إقامتها في العام 1948 على الفلسطينيين في الداخِل المُحتّل، والذي استمرّ 18 عامًا، أيْ حتى العام 1966، وتمّ إلغاؤه بعد تهديد الأمم المُتحدّة بطرد كيان الاحتلال من عضويته في المنظمّة الدوليّة.
كما عبّر عن ندمه وأسفه لأنّ العصابات الصهيونيّة خلال نكبة العام 1948 لم تقُم بطرد جميع البدوّ الفلسطينيين من النقاب ليُصبِح خاليًا وحاضِرًا للاستيطان الصهيونيّ.
يتسحاق رابين
بالإضافة إلى ذلك، صرحّ رئيس وزراء الكيان الأسبق، يتسحاق رابين، والذي وقّع على اتفاق أوسلو مع منظمّة التحرير الفلسطينيّة ورئيسها آنذاك، ياسر عرفات، صرحّ في العام 1976، قائلاً: “لا أعتقد أنّه يُمكننا مُواصلة السيطرة على العرب في المناطق، أيْ الأراضي الفلسطينيّة التي احتلتها إسرائيل في عدوان يونيو من العام 1967، وعلى سُكّان المناطِق، لأننّا إذا واصلنا السيطرة ستتحوَّل إسرائيل إلى دولة عزلٍ عنصريٍّ”، على حدّ قول رابين، المشهور أيضًا بمقولته خلال الانتفاضة الأولى:”يجِب تكسير عظام الفلسطينيين، وأيديهم وأرجلهم”.
إيهود باراك
ولم يتوقّف الأمر عند بن غوريون ورابين، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، إيهود باراك، وهو المطلوب للعدالة الدوليّة بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ترتقي إلى جرائم ضدّ الإنسانيّة بحقّ الشعب العربيّ-الفلسطينيّ، قال “إذا قام الفلسطينيون بالتصويت للبرلمان الإسرائيليّ فإنّ الدولة العبريّة ستتحوّل إلى دولةٍ ثنائية القوميّة، وإذا لم يُصوّتوا فإنّ إسرائيل ستتحوّل إلى دولة عزلٍ عنصريٍّ”، على حدّ قول باراك، وهو الجنرال الذي حصل على أكبر عددٍ من الأوسمة والنياشين لخدمته في جيش الاحتلال، وشغل أيضًا منصب وزير الأمن في إحدى حكومات بنيامين نتنياهو.
إيهود أولمرت
أمّا رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، والذي أُدين بقضايا فساد، منها النصب والاحتيال وخيانة الأمانة، وزُجّ به في السجن، فقد أطلق في العام 2007، عندما كان رئيسًا للوزراء، أطلق مقولةً جاء فيها:”إذا انهارت حلّ الدولتيْن لشعبيْن، أيْ للإسرائيليين وللفلسطينيين، فإنّ الدولة العبريّة ستتحوّل إلى نُسخةٍ جديدةٍ من نظام الفصل العنصريّ الذي كان سائدًا في جنوب إفريقيا”، أيْ أنّ إسرائيل “ستُواجِه صراعًا كما كان في جنوب إفريقيا من أجل الحصول على المُساواة في التصويت بين الفلسطينيين والإسرائيليين”، بحسب أقواله.