لليوم السادس تواليًا على حملة التجريف والتشجير الذي ينفذها الاحتلال بحق أهلنا وشعبنا الصامد في النقب جنوب فلسطين المحتلة، الذي يواجه بصدره العاري آليات وقوات الاحتلال، نيابة عن الكل الفلسطيني، دفاعا عن ارضنا.
ستة أيام من النضال والمواجهة، لم يقف فيها أبناء شعبنا موقف المتفرج؛ بل تظاهروا وصدحوا برفض العدوان، في حين واجهتهم آلة القمع الصهيونية الإرهابية بالضرب والسحل والاعتقالات وإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع.
نفذت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، حملة مداهمات في النقب، واقتحموا تل السبع، التي شهدت مواجهات خلال الأيام الماضية، واعتقلت الشرطة أحد الشبان في تل السبع، في وقت خضع عدد من المصابين للعلاج في مستشفى “سوروكا”، إثر اعتداء الاحتلال عليهم على مدار الأيام الماضية، ووصفت حالة شاب من “سعوة” بأنها خطيرة إثر إصابته برصاصة مطاطية بالرأس.
ويضلع جهاز الأمن العام”الشاباك” في التحقيقات الجارية في النقب، وفق المراسل العسكري لموقع “واللاه”، أمير بوحبوط، الذي أضاف أنّ الشاباك “وسّع التحقيقات في شبهات بأن تكون خلفية التحقيقات قومية”.
وعدّد بوحبوط ثلاثة أحداث يشتبه في أن تكون “خلفيّتها قومية”، هي “إحراق سيارة حارس محطّة شرطة تل السبع مساء الخميس؛ ووضع حاجز من الحجارة عل سكّة القطار؛ وحرق سيارة صحافي في شقيب السلام”.
وفي وقت سابق، الجمعة، أطلقت محكمة الصلح في بئر السبع سراح عدد من معتقلي مظاهرة النقب، والتي قمعتها الشرطة الإسرائيلية، مساء الخميس. وفرضت المحكمة الحبس البيتي على شبان آخرين.
وعُرف أن بين الشبان الذين أطلق سراحهم كرم أبو عنزة وقسام أبو عنزة وعلي البطيحات وسعيد أبو بلال وأحمد أبو عمرة وعزيز الأطرش.
ومدّد اعتقال نوال أبو كف (25 عاما) حتى الأحد المقبل، بينما مدّد اعتقال توفيق الأطرش وفؤاد أبو كف وعبد الله أبو كف، حتى الإثنين المقبل، وقررت المحكمة تمديد اعتقال آخرين لعدة أيام.
ورصدت لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب اعتقال 132 خلال اليومين الأخيرين، على الأقلّ.
مصادر أمنية صهيونية أعربت، مساء أمس الجمعة، عن مخاوفها من اتساع رقعة مواجهات النقب المحتل الأخيرة إلى مناطق أخرى ذات أغلبية فلسطينية داخل الكيان.
ونقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية عن مصادر أمنية قولها، إن هناك خشية من دخول مناطق أخرى إلى دائرة الأحداث، سيما بعد تعرض دوريات للاحتلال لهجوم قرب قاعدة “نفتيم” الجوية في النقب، وإشعال إطارات على الشارع الموصل إلى “ديمونا” شرقًا.
وبدأت موجة المواجهات الحالية ردًّا على قرار حكومة الاحتلال بدء تشجير أراضي خاصة بفلسطينيي النقب عبر ما يسمى بـ”الصندوق القومي الإسرائيلي”، لكونها محاولة لسرقة أراضيهم لمصلحة الصندوق.
ولم تفلح سياسات دولة الاحتلال، على اختلاف مكوناتها السياسية على مدار أكثر من سبعين عاما، في نزع هوية أهل النقب البدوية الفلسطينية؛ ويتجذر أهلنا في أرضهم ويعيشون في قرى وبلدات أقامها أجدادهم قبل أن تولد دولة الاحتلال بمئات السنوات.
وبعد توحد الجبهات الفلسطينية مؤخرا إبان معركة “سيف القدس”، بات واضحا أن الاحتلال اعتمد مخططات مختلفة لتغيير الديموغرافيا والجغرافيا للوجود الفلسطيني داخل كيانهم، كمخطط لتفتيت تجمعاتهم بدولة الكيان، وكان النقب أول هذه المناطق التي تعدها دولة الاحتلال من أصعب الجبهات.
وشهدت منطقة النقب، ومناطق أخرى بالداخل المحتل، اشتباكات وتظاهرات فاجأت المستويات السياسية والعسكرية والأمنية الصهيونية إبان معركة “سيف القدس”، وشكلت ضغطا كبيرا على المستوى السياسي ليوقف الحرب ضد غزة بأي ثمن