رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست يقول “في الشهر الماضي ذهب عملاء الموساد إلى عملية هدفها العثور على معلومات جديدة حول مصير ومكان وجود رون أراد، الذي هبط بالمظلات في لبنان في الثمانينيات، لقد كانت عملية معقدة وواسعة النطاق، هذا كل ما في الأمر الآن”.
اكتفى بينت بهذا التصريح المقتضب والغامض. لكن حسب معلومات خاصة لـ”راي اليوم” فان بينت كان يشير الى عملية نفذها الموساد داخل الأراضي السورية قامت خلالها وحدة تابعة له باختطاف جنرال إيراني ونقله الى احدى الدول الافريقية والتحقيق معه ثم اخلاء سبيله، ومن المرجح ان الإيرانيين تتبعوا العملية بعد حدوثها، واكتشفوا من اين تم ادارتها، ومن المرجح ان بينت كان يشير الى هذه العملية تحديدا، وان عملية الاختطاف مرتبطة بمخطط الموساد للبحث عن مصير الأسير الطيار الإسرائيلي رون أراد.
اللافت ان الاسرائيليين أشاروا اليوم الى وجود عملية امنية في قبرص ضد إسرائيليين تقف خلفها ايران ومن المحتمل ان تكون هذه الشخصيات الإسرائيلية لها علاقة مباشرة بعملية الموساد.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، اليوم (الاثنين)، إن الهجوم في قبرص لم يكن يستهدف رجل الأعمال الإسرائيلي “تيدي ساغي” فحسب، بل كان حادثة إيرانية. وأضاف مكتب بينت في بيان له وفق موقع “والا”: “أنه خلافا لبعض الأنباء التي صدرت الليلة الماضية بشأن الحادث في قبرص، نود أن نوضح نيابة عن قوات الأمن أن هذا حادث مخطط من إيران ضد رجال أعمال إسرائيليين يعيشون في قبرص”.
وكشف النقاب اليوم الإثنين عن إحباط محاولة اغتيال رجل أعمال إسرائيلي كبير في جزيرة قبرص بواسطة شخص من أذربيجان يحمل جواز سفر روسي كان يحمل مسدس كاتم صوت اعتقل واعترف بنيته تنفيذ اغتيال، فيما ادعت مصادر إسرائيلية أن إيران تدير المخطط.
رون آراد هو طيار اسرائيلي سقطت طائرته في 16 اكتوبر عام 1986 عند قيام إسرائيل بغارات على مناطق جنوب لبنان وقبضت عليه حركة امل في ذلك الوقت ومنذ ذلك الحين مصيره غير معروف، ويقال أن حركة أمل سلمته لحزب الله.
رصدت مؤسسة إسرائيلية تسمى نفسها “ولد للحرية” عبر موقع على الانترنت مكافأة مالية كبرى قدرها 10.000.000 دولار (عشرة ملايين دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى معرفة مكانه.
في شهر يناير عام 2006 قال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لأول مرة أن هذا الطيار قد مات وفُقدت جثته، في أكتوبر عام 2007 كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، معلومات عن الطيار الإسرائيلي، رون أراد، الذي فقد عام 1986 في لبنان وذلك بعد إسقاط طائرته الحربية.
وجاءت تصريحات ايهود أولمرت خلال مقابلة مع صحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية قال فيها إن “الطيار رون أراد المفقود في لبنان لم يتم نقله إلى إيران وبقي في لبنان ومات هناك”.
وأشار أولمرت قائلا: “أننا وصلنا للأشخاص الذين كانوا على صلة مع العائلة التي كان مسجون لديها رون أراد، وحققنا معهم، وفي نهاية الأمر علمنا أمراً واحداً، علمنا بالضبط أين كان حتى في الثاني أو الثالث من أيار عام 1988، خلال معركة ميدون، ورون أراد كان مسجوناً في غرفة بمنزل، أو قبو، وكان هناك باب حديدي كبير، كان يجب فتحه والنزول درجتين، ومن ثم باب حديدي ثاني، وهو كان في الغرفة المغلقة هذه لوحده في منزل تسكنه عائلة”.
ولفت أولمرت إلى أنه “خلال المعركة في ميدون، قتل أحد أفراد هذه العائلة على يد قوات الجيش الإسرائيلي، ومذاك الوقت، لم نعد نعلم شيئاً عما جرى لرون أراد، وقد تمّ التوصل في النتيجة بهذه العملية أن رون أراد لم يكن في إيران، على مدى سنوات طويلة، لم يعرفوا شيئاً وللأسف ايضاً أعتقد أنهم لم يفعلوا ما يكفي، وفي العام 2008 لم يكن لدي شك بأن رون أراد كان حيا.
وكانت لجنة سرية تشكلت قبل سنوات برئاسة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ‘امان’ في حينه، اللواء أهرون زئيفي قضت بان مساعد الطيار المفقود كان على قيد الحياة على الاقل حتى بداية 1995، بعد تسع سنوات من سقوطه في الاسر وقد توفي بمرض في لبنان، بعد أن كان محبوسا على مدى فترة طويلة في منشأة اعتقالية سرية في طهران