لم يكف الشيخ خضر عدنان اعتقالاته المتكررة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليجد نفسه في لحظات معتقلا في سجون السلطة الفلسطينية دون سابق إنذار، والسبب احتجاجه على اعتقال نحو 20 ناشطا على خلفية وقفة للمطالبة بمحاكمة قتلة الشهيد نزار بنات.
وقف الشيخ خضر أمام محكمة رام الله، منددا بالاعتقال السياسي ومطالبا بالإفراج عن النخبة المكونة من أساتذة جامعات ومثقفين وقادة رأي ليجد نفسه مكبلا وملتحقا بهم.
أعلن الشيخ خضر إضرابه عن الطعام والكلام فور اعتقاله وفق حديث محامي محامون من أجل العدالة مهند كراجة لمراسلنا، والذي أكد أن خضر والمعتقلين تعرضوا لإجراءات غير قانونية، فاختطافه بالطريقة التي تمت وما جرى معه خطير.
وينحدر الشيخ خضر عدنان من بلدة عرابة جنوب جنين وقضى أكثر من 15 عاما في سجون الاحتلال غالبيتها في الاعتقال الإداري، وهو صاحب الإضرابات الفردية الشهيرة ضد الاعتقال الإداري، وناشط مدافع ضد الاعتقال السياسي وقيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي.
وأكد كراجة أن الحالة الأمنية منذ اغتيال نزار بنات مقلقة جدا وفي أسوء حالاتها، وهناك تعديات شديدة لم تعد معها المؤسسة الأمنية قادرة على استيعاب أي رأي مخالف.
ورفضت زوجة الشيخ خضر في حديثها لمراسلنا وصف ما جرى مع زوجها بأنه اعتقال، وقالت ما جرى هو اختطاف بكل معنى الكلمة، ولا يمكن وصفه سوى "بالبلطجة".
وأشارت إلى أن ما جرى ويجري في الفترة الأخيرة فيه إهانة للأسرى والشهداء واعتداء على رموز وطنية، من قبل أشخاص يجب أن يحاسبوا من شعبهم.
وأكدت ما جرى مع زوجي لا يذكرني سوى بشيء واحد: "وهو كيف كان الاحتلال يعتقل زوجي، وكيف كانت الوحدات الخاصة تختطفه".
وكانت زوجة الشيخ خضر تعرضت لاعتداء لفظي من قبل عنصر أمن خلال وقفة نظمت احتجاجا على اعتقال زوجها، حيث هاجمها ضابط بزي مدني بكلمات نابية أثارت استياء الرأي العام.
وحول ما تعرض له أم عبد الرحمن، أكدت لمراسلنا أن ما جرى يؤكد على العقلية الاستئصالية التي تحكم هؤلاء، وأن المطلوب في هذه المرحلة إسكات أي صوت معارض للسلطة، ولا يوجد لديهم محرمات ولا خطوط حمراء لا مع النساء ولا مع الرجال.
وأشارت إلى الاعتداء الذي تعرض له الأسير المحرر ماهر الأخرس وهو الذي لم يمض فترة طويلة على خروجه منتصرا من سجون الاحتلال في إضرابه عن الطعام، وكذلك الناشط عبادة القواسمة، وغيرهم من الرموز الوطنية التي تم اعتقالها.
وأثار اعتقال الشيخ خضر عدنان والاعتداء اللفظي الذي تعرضت له زوجته انتقادات واسعة من قبل نشطاء ومواطنين عبروا بمواقف مختلفة عن مستوى الانحدار الذي يتم التعامل به مع الرموز الوطنية، والألفاظ النابية التي يتم التلفظ بها بحق زوجات الأسرى والمحررين والشهداء.
وتصاعدت الحالة الأمنية السيئة والملاحقات على خلفية حرية الرأي والتعبير منذ الحرب الأخيرة على غزة، ووصلت لأسوء حالاتها منذ اغتيال المعارض نزار بنات قبل شهرين، فمنعت السلطة المسيرات والاعتصامات ولاحقت عشرات النشطا