|
الرئيس محمود عباس والهجوم على حماس من منبر الجامعة العربية ودماء شهداء غزة لم تخف بعد… انه وضع مأساوي يحتاج الى تصحيح فوري |
2014-09-08 |
|
|
ذهب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى القاهرة لحضور اجتماع وزراء خارجية الدول العربية، وشرح استراتيجيته الجديدة في الذهاب الى مجلس الامن الدولي لاستصدار قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الاراضي المحتلة عام 1967، كخطوة اولى لاستئناف المفاوضات للاتفاق على حدودها، طالبا دعم الحكومات العربية لهذه الاستراتيجية ومحاولة منع الولايات المتحدة الامريكية من استخدام حق النقض “الفيتو” لاحباط صدور قرار بهذا الخصوص.
الرئيس عباس بدأ خطابه بشن هجوم كاسح على حركة “حماس″ التي خرجت لتوها من عدوان اسرائيلي مدمر قتل خلاله اكثر من الفي شهيد لم تجف دمائهم بعد. الامر الذي دفع امين عام الجامعة العربية الى طرد الصحافيين، واغلاق الجلسة تجنبا لهذه الفضيحة.
نقول فضيحة لانه من المفترض ان يكون الرئيس عباس منخرطا في مصالحة، ومن ثم حكومة توافق مع حركة “حماس″ شريكته في الاثنتين، وان يركز على كيفية تخفيف معاناة مليونين من مواطنيه في قطاع غزة من خلال حشد الدول العربية لممارسة الضغوط على اسرائيل للالتزام بتنفيذ اتفاق القاهرة ببنوده كافة من اجل رفع الحصار، واعادة الاعمار، وفتح المعابر، ولكنه للأسف لم يفعل، بل فعل عكس ذلك كليا.
لا نعرف لماذا يبدو الرئيس عباس “مسكونا” “بحركة حماس″ ومصرا على تحميلها كل المسؤولية عن مصائب الشعب الفلسطيني، معفيا اسرائيل، وبطريقة غير مباشرة، وربما غير مقصودة من اي لوم، ومنهيا طموحات الشعب الفلسطيني في تحقيق او الحفاظ على وحدة وطنية فلسطينية تجلت في ازهى صورها اثناء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
الرئيس عباس يريد العودة الى المفاوضات مجدا، وهو الذي قال في اجتماع الدوحة اثناء العدوان على غزة مع السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس″ بحضور امير قطر انه لم يحقق مليمتراً واحدا من التقدم في مفاوضات استمرت عشرين عاما مع الاسرائيليين، ولكن من النافذة هذه المرة، اي من خلال التفاوض على حدود الدولة في حال صدر قرار عن مجلس الامن بضرورة قيامها، وهو يدرك جيدا ان محاولته هذه، اي الذهاب الى مجلس الامن ستصطدم بالفيتو الامريكي.
يجب ان يدرك الرئيس عباس انه يقف امام الحائط المسدود نفسه الذي وقف امامه طوال العشرين عاما الماضية، وان كل “حيله” ومراوغاته، للتهرب من القرار الذي ينتظره الشعب الفلسطيني لحل السلطة والاستقالة قد نفذت منذ زمن بعيد.
مطلوب من حركة “فتح” ان تتدخل وتنقذ تاريخها وتنتصر لمشروعها الوطني، وتضع حدا لمحاولات الرئيس عباس التمسك بالسلطة، والهروب من مواجهة القرارات الصعبة، فهذه مسؤولياتها التاريخية التي يجب ان ترتقي الى مستواها، وان لا تتهرب منها.
فاذا كان اعضاء اللجنة المركزية لا يريدون تصحيح هذا الوضع الذي يهدد الحركة ومستقبلها، مثلما يهدد القضية الفلسطينية برمتها، فان قواعد الحركة الشبابية يجب ان تقلب الطاولة على الجميع وتتدخل بنفسها للقيام بهذا التصحيح وفي اسرع وقت ممكن.
فحركات المقاومة، وعلى رأسها “حماس″ ليست العدو وانما الاحتلال الاسرائيلي، ونشعر في هذه الصحيفة بالاسف لاننا نعيد التذكير بالبديهيات.
“راي اليوم” |
|