كي لا تتحول كل بلداتنا الى عراقيب !
د.عدنان بكرية
ما حصل أمس في قرية العراقيب بالنقب الفلسطيني ومعاودة الاحتلال هدم البلدة التي أعيد بناءها.. يقرع ناقوس الخطر ويدعونا للتهيؤ لما هو اخطر وأعظم.. ويتطلب من قيادة فلسطينيي ال 48 قراءة الواقع وبالتحديد هذه الفعلة الصهيونية بعيون ثاقبة وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الاستنكار التي ملتها الصحف .
المطلوب اتخاذ موقف جدي وفاعل في التصدي للهجمة العنصرية التي تهدف الى تهجير أهلنا في النقب واذا ما مرت هذه الجريمة مر الكرام دون ردة فعل قوية ..فان خطر الهدم سيقتحم بلدات أخرى .. وعليه فان الارتقاء بالتصدي الى مستوى الحدث أمر ضروري ..وحاجة ملحة ..
البيانات العنترية التي تصدرها الأحزاب الفاعلة ..لا تغني ولا تفيد ..بل من شأنها أن تشكل رسالة ضعيفة للمؤسسة الصهيونية الحاكمة ولا يمكن لمثل هذه الرسائل أن تثني الاحتلال عن ارتكاب المزيد من الجرائم ضد أهلنا في النقب والمثلث والجليل ..بل انها رسائل ضعف وقبول بالأمر الواقع .
والسؤال المطروح .. لماذا تصر الأحزاب العربية ممثلة بلجنة المتابعة العليا على إتباع هذا النهج الانهزامي بالتصدي للجرافات الهدم ؟!وهل نضبت الوسائل النضالية الشعبية الأخرى .. أم أن هدم بلدة ومسحها عن الوجود أصبح أمرا عاديا وعابرا ؟!
إن ما هو مطلوب في هذه الظروف استنباط آليات نضالية شعبية فاعلة أخرى..فالمعركة باتت معركة وجود وليست معركة مساواة وتمييز .. بل معركة ارض وشعب يتمسك بالبقاء على أرضه وفي بلداته .. وأي معركة اكبر وأعظم من معركة البقاء ؟
المشهد الذي شهدته العراقيب يذكرنا بنكبة عام 48 ..حيث الحافلات تنقل الأهالي الى المجهول .. فعلا إنها نكبة أخرى وتهجير آخر وفي ظل صمت شعبي وعربي وعالمي.. حتى ان (السلطة الفلسطينية) والتي تسمي نفسها قيادة الشعب الفلسطيني لم تتجرأ على إصدار بيان استنكار وشجب ..وكأن شيئا لم يحدث.
اليوم العراقيب وغدا لا ندري فقد أصبحت كل قرية وبلدة عربية داخل الخط الأخضر مهددة بالاقتلاع وهذا الأمر يدعونا جميعا لليقظة.. ومواجهة جرافات الهدم تحتاج الى إرادة قوية وليس الى بيانات استنكار وشجب .. تحتاج الى شحذ القوى والتفكير الجدي في الإعلان عن خطوات نضالية شعبية .. وغير ذالك ستتحول كل بلداتنا الى عراقيب
|