أعضاء الكنيست العرب احتلوا عناوين النكبة
..ليتهم يحتلون ساحات النضال !
د.عدنان بكرية
قد نتفهم أن تحتل ذكرى النكبة وغيرها من المناسبات الفلسطينية عناوين الصحف والمواقع الالكترونية الصادرة في مناطق أل 48 .. لكننا لا نتفهم أن يحتل عضو الكنيست العربي عناوين النكبة لتضيع التفاصيل في هوامش الخبر وتتحول المناسبة بقدرة قادر إلى خبر هامشي مقارنة بما أتحفنا به النائب الفلاني وتصريحاته النارية !
لا يمكننا أن نفهم هذا الاحتكار والاستغلال البشع لآلام شعبنا ونكبته لتسويق الذات .. لا يمكننا أن نقبل باحتلال النكبة وجعلها منبرا إعلاميا لإبراز بعض المرضى ممن يدعون قيادة شعب !
لا يمكننا أن نتفهم المتاجرة بمأساة شعبنا واستلطاخ عقول البشر ..وإذا أرادوا الشهرة فليبحثوا عنها بعيدا عن آلام شعبنا.. بعيدا عن مآسيه ونكباته..فهذا الشعب يستحق قيادة تحتل ساحات النضال..لا قيادة تحتل منابر الإعلام وعناوين الصحف ..
أعجبني الرئيس السوري بشار الأسد عندما قال وقبل أيام "غصن الزيتون يصلح للدبكات الشعبية والأعراس ..ولا يصلح لتحرير الوطن "في إشارة للمساومين من قادة شعبنا !.. ونحن نقول منابر الإعلام لم ولن تحرر الإنسان والأرض.. فحري بهم وبدل احتلال عناوين الصحف ومنابر الإعلام وكراسي الكنيست ...أن يحتلوا ساحات النضال والمواجهة ..وان يحتلوا قلوب بسطاء الناس ..وان يحتلوا ميادين القرى وأزقة البلدات .. هذه هي الساحات التي تخرج أفواجا من المناضلين الصابرين ..
نعرف أن بعضهم وبالاسم يستجدي وسائل الإعلام العبرية والعربية لمقابلته ونعرف أن البعض الآخر على استعداد لتبديل مواقفه تماشيا مع "متطلبات"الحدث كم حصل في زيارتهم لليبيا .. ونعرف أن الرئيس الليبي أحس بالعهر ولمس التملق ..وكانت زيارتهم شبه فضيحة في تاريخ قيادات عرب ال 48 !ليس لأنهم زاروا ليبيا ..بل زيارتهم واجب ..بل لأنهم تصرفوا بشكل لا يليق بقيادة شعب .. ولا يليق بمستوى هذا الشعب الصابر الثابت على أرضه كزيتون الجليل ونخيل النقب .
المتابع للصحافة هنا، يلمس مدى السخف الذي وصلنا إليه ووصل إليه البعض ممن يدعون تصدر النضال الوطني لفلسطينيي ال 48 ..لم يترك أعضاء الكنيست العرب مناسبة إلا وأطلقوا العنان لصواريخ تصريحاتهم النارية وأحيانا النووية.. فتظن نفسك أمام جيش سيستعيد فلسطين ويعيد اللاجئين..لكن هيهات .. وأين هم من فلسطين وهمها !
لقد تعودنا على هذا النمط من "القيادة" التي لا تترك شاردة وواردة ولا ذكرى..إلا وأتحفتنا بالبيانات "العنترية " فتخال نفسك أمام حرب تحرير قد تندلع في أي وقت..لكن الحقيقة أن هذه البيانات والعنتريات لا تصب إلا في خدمة الشخص وأجندات الأنا .. لا تصب إلا في خدمة بريقه الإعلامي وتلميع وجهه !
ويل لنا عندما تتحول قيادتنا الى زجالة في حلقات الرقص ..وعندما تصبح مناسباتنا الوطنية المؤلمة حلقات رقص لاستعراض الذات !
ويل لنا عندما نتاجر بآلام شعبنا ونضع دموعه في خدمة ذاتنا.
ويل لنا..عندما نقولب خطابنا بما يتماشى مع مزاج وسيلة الإعلام وخطوطها العريضة ..وعندما نقتحم النكبة لنحتل حيزها في وسائل الإعلام !
فيا ليتهم يحتلون ساحات النضال.. مثلما احتلوا عناوين الصحف ! |