على الرغم من أن المسافة طويلة بين هذه العلاقات السرية ذات الطابع العسكري المستمدة من المصالح المشتركة، وتطبيع العلاقات ناهيك عن التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، يشعر زعيم حزب الله حسن نصر الله بقلق كبير من العلاقات بين البلدين.
صحيفة معاريف الاسرائيلية قالت في تقرير نشرته الأحد إنه في الواقع هناك ما يدعو للقلق لدى نصر الله بسبب علامات التقارب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، حيث أعرب عن مخاوفه في خطاب ألقاه مساء الخميس، وندد بتوجه المملكة نحو تطبيع علاقاتها مع إسرائيل مجانا، مؤكدة أن الواقع يشير إلى أن الشرق الأوسط يشعر بمزيد من التقارب بين تل أبيب والرياض.
ولفتت معاريف في تقريرها إلى أن العلاقات الدافئة مثيرة للاهتمام على السطح، ولكن أكثر من ذلك هو العلاقات السرية، فالرئيس السابق للاستخبارات السعودية، الأمير تركي الفيصل التقى في عدد من المناسبات علنا مع أفراد الجيش الإسرائيلي وغيرهم من المسؤولين في المحافل الدولية.
كما التقى أنور عشقي وهو جنرال متقاعد ورئيس معهد الأبحاث في المملكة العربية السعودية، مع أعضاء الكنيست ومسئولين في زارة الخارجية، وأيضا أجرى عدة مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية. وكذلك مسؤولون إسرائيليون كبار زاروا المملكة مثل الجنرال يوآف مردخاي والتقى مع وسائل إعلام عربية سعودية أو واقعة تحت تأثير المملكة.
ولكن سرا، وفقا لتقارير أجنبية، العلاقة التي يجري تشكيلها هي أكثر إثارة، وذكرت أن المخابرات الإسرائيلية تبيع معدات لمراكز القيادة والسيطرة وقوات الأمن في المملكة العربية السعودية، كما سبق وذكرت وسائل الإعلام الأجنبية أن رؤساء المؤسسات المسؤولة عن العلاقات الإسرائيلية مع السعودية شخصيات سرية، واجتمعوا مع نظرائهم في المملكة العربية السعودية.
وفي هذا السياق، هناك تطابق في المصالح بين المملكة العربية السعودية ومصر وإسرائيل، على سبيل المثال، سلاح الجو يستهدف داعش في سيناء، وتعبير آخر عن هذا التلاحم القرار المصري الخاص بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية على البحر الأحمر، على الطريق المؤدي إلى إيلات وخليج العقبة، وقد وضعت هذه الاتفاقية كمبادرة احترام لمعاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، وتحديد أن الجزيرة ستكون منزوعة السلاح ولن تتداخل مع حرية الملاحة في ميناء إيلات. وباختصار، فإن انتشار هذه التقارير تشير إلى أنه لا يوجد دخان من دون نار.
وأكدت معاريف أن الدافع وراء التقارب بين السعودية وإسرائيل هو المصالح المتطابقة بالطبع، حيث تخشى إسرائيل وشركائها السعوديين من إيران وبرنامجها النووي وجهودها لزيادة نفوذها في المنطقة، كما أن السعودية وإسرائيل تسعيان لإضعاف نفوذ حزب الله، كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث كثيرا عن العلاقة مع العرب وأن إسرائيل لديها مع العالم السُني علاقات متميزة.
واختتمت معاريف تقريرها بأنه على الرغم من التقارير والبيانات التي تصدر عن نصرالله متعددة، إلا أنه ليس هناك فرصة أن تتجه المملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات علنا مع إسرائيل وإقامة علاقات مفتوحة مع الدبلوماسيين وعلاقات اقتصادية طبيعية طالما لا يوجد تقدم في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين |