بثّت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس اليوم، رسالة مصورة للجندي الإسرائيلي الأسير لديها أبراهام منغستو.
وظهر منغستو في الرسالة يقول “إلى متى سأظل هنا أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم؟ أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟”.
وتأتي الرسالة بمناسبة تبادل المناصب في رئاسة أركان جيش الاحتلال، وتنصيب هرتسي هليفي قائدًا جديدًا خلفًا للحالي أفيف كوخافي.
وقالت كتائب القسام في رسالتها “إننا نؤكد فشل رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي ومؤسسته وكذبه على شعبه وحكومته بإنجازات مدعاة وموهومة، وعلى خلفه هليفي أن يعد نفسه لحمل أعباء هذا الفشل وتوابعه”.
وتحتفظ حركة المقاومة الإسلامية حماس بـ4 أسرى إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على قطاع غزة صيف عام 2014، أما الآخران فقد دخلا القطاع في ظروف غير واضحة، ولا تفصح الحركة عن مصير المحتجزين الأربعة ولا يعرف مكان احتجازهم.
واكان اجتاز منغستو السياج الفاصل بين إسرائيل وشمالي قطاع غزة في السابع من سبتمبر/أيلول 2014، ومنذ ذلك الحين اختفت آثاره.
وتقول عائلته إنه مضطرب نفسيا، وتم تسريحه في مارس/آذار 2013 من الخدمة العسكرية لهذا السبب.
واتّهمت عائلته الحكومة الإسرائيلية مرّات عديدة بتعمد إهمال ابنها، وعدم المطالبة بإعادته لأسباب عنصرية كونه أسود البشرة، ومن أصول إثيوبية.
من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين، إنه لا يزال من غير الممكن تحديد مصداقية فيديو بثته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لما يبدو أنه المواطن الإسرائيلي أبرا منغيستو المحتجز لديها منذ 8 أعوام.
وفي أول تعليق رسمي على الفيديو، بعث مكتب نتنياهو برسالة إلى الوزراء في حكومته، بحسب ما نقلت قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وقال مكتب نتنياهو في الرسالة: “في هذه المرحلة، لا يزال من غير الممكن تحديد مصداقية الفيديو”.
واعتبر أن الفيديو “حيلة إعلامية دنيئة تتعلق بحالة إنسانية لمواطن إسرائيلي يعاني من مرض نفسي، مما يثبت أكثر من أي شيء أن حماس محبطة ومضغوطة”، على حد تعبيره.
وفي ظل انتقادات داخلية للسلطات الإسرائيلية في ملف الأسرى لدى “حماس”، قال مكتب نتنياهو إن “إسرائيل تستثمر كل مواردها وجهودها لإعادة أبنائها الأسرى والمفقودين إلى وطنهم”.
واتهم الحركة الفلسطينية بأنها “تعرقل أي فرصة للتوصل إلى صفقة”.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4500 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، بحسب منظمات معنية بشؤون الأسرى.
ومعلقا على فيديو “حماس”، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رون كوخاف: “نتفحص التوثيق وآمل أن يكون الفيديو حقيقيا وأن يكون منغيستو في صحة جيدة”، وفق القناة.
وفي يونيو/حزيران 2021، قالت قناة “كان” إن تل أبيب تشترط إعادة أسراها الأربعة قبل انطلاق أي عملية لإعادة إعمار غزة، بينما ترفض “حماس” الربط بين الإعمار وتبادل الأسرى وتطالب بصفقة تتضمن تحرير عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
إسرائيل عن فيديو القسام: خدعة تؤخر فرص التوصل إلى صفقة
قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، إن "إسرائيل تستثمر كل مواردها وجهودها لإعادة أبنائها الأسرى والمفقودين إلى أرض دولة إسرائيل"، وذلك تعقيبا على بثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو هو الأول لأبرا منغيستو، المحتجز في قطاع غزة منذ 8 سنوات.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن التقديرات في الأوساط الأمنية الإسرائيلية تؤكد صحة الفيديو وأن الشخص الذي ظهر هو منغيستو بالفعل، غير أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تتمكن حتى هذه اللحظة من تحديد موعد تصوير الفيديو؛ فيما أفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية، مساء اليوم، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تواصل العمل على فحص المقطع المصور للتأكد من مصداقيته.
في المقابل، ادعى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه "في هذه المرحلة لا يزال من غير الممكن تحديد مصداقية الفيديو"، فيما عمم مكتب نتنياهو تعليمات لوزراء الحكومة طالبهم فيه بالتعليق على الفيديو الذي بثه القسام بالقول إن "نشر الفيديو هو خدعة تؤخر أي فرصة للتوصل إلى صفقة".
كما جاء من الجانب الرسمي الإسرائيلي أن بث الفيديو "هو عبارة عن حيلة إعلامية ساخرة حول حالة إنسانية لمواطن إسرائيلي مصاب، وهذا يثبت أكثر من أي شيء أن حماس محبطة وتتعرض للضغط". وفي إشارة إلى منغيستو والمحتجز الآخر لدى حماس، هشام السيد، يدعى الجانب الإسرائيلي أن "حماس تحتجز منذ سنوات مواطنين مصابين نفسيا، وهذا مخالف للقانون والقانون الدولي".
وتحتحز حركة حماس في غزة، جنديين إسرائيليين هما أورون شاؤول وهدار غولدين، بعد أن أسرتهما خلال حرب صيف 2014، فيما تقول إسرائيل إنهما قُتلا وتحتفظ الحركة برفاتهما. كما تحتفظ الحركة بمدنيَين إسرائيليَين هما أبرا منغيستو وهشام السيد، بعدما دخلا القطاع في ظروف غامضة في أيلول/ سبتمبر وكانون الأول/ ديسمبر من العام ذاته، فيما تقول إسرائيل إنهما مدنيان مصابان بمرض نفسي؛ وكانت حماس قد كشفت في حزيران/ يونيو الماضي، عن تدهور طرأ على صحة السيد.
من جانبها، قالت أسرة منغيستو، إن مقطع الفيديو الذي بثته الحركة، اليوم، "دليل على أنه مازال حيا"، داعية السلطات الإسرائيلية إلى العمل بسرعة لإعادته إلى منزله. وقال شقيق منغيستو، إنه "لا يمكنني أن أؤكد بنسبة 100% أنه هو، لكن يبدو بالفعل أنه هو شقيقي، لقد تغير خلال 8 سنوات".
وفي تصريحات لوسائل إعلام إعلام إسرائيلية، علّق شقيق منغيستو على توقيت نشر الفيديو من قبل حماس بالتزامن مع مراسم تسلم هرتسي هليفي، مهامه رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، خلفا لأفيف كوخافي. وقال: "أعلم أنها لعبة، لقد اختارت حماس التوقيت المناسب، لكن ليس هذا هو ما يشغلنا. أنا أنظر إلى النتيجة النهائية. أن يعود الأبناء إلى ديارهم في القريب، أبرا مع هشام السيد".
وقالت أسرة منغيستو، في بيان، إنه "من المُلح أن نعيده أكثر من مشاهدته بالفيديو. هذا دليل آخر على أنه على قيد الحياة"، وأضافت أنه "على الدولة (إسرائيل) التحرك بسرعة لإعادته إلى المنزل. يبدو بصحة جيدة ويتم الاعتناء به. لا يوجد سبب لبقائه قيد الاحتجاز يوما آخر".
وفي تصريحات لموقع "واينت"، أكدت والدة منغيستو أنها تتعرف، عليه، وأضافت "يبدو أنه هو"، فيما علقت الأسرة على مقطع الفيديو بالقول إنه "من الرائع رؤيته (منغيستو). هذه هي المرة الأولى التي نراه فيها (منذ احتجازه)". وظهر في المقطع المُصوّر، الإسرائيلي منغيستو، وهو يرتدي قميصا أزرقا ويرسل رسالة صوتية لحكومته.
وظهر منغستو جالسًا في فيديو "وحدة الظل" القسامية، وتحدث عن استمرار احتجازه هو وآخرين. وقال: "إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد هذه السنوات الطويلة من المعاناة والألم؟ أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟"، فيما أكدت كتائب القسام، في الرسالة المصورة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، هليفي، سيفشل كما فشل كوخافي ومؤسسته "الذي كذب على شعبه وحكومته بإنجازات مُدعاة وموهومة".
وتحاول حماس وذراعها العسكرية "كتائب القسام" منذ سنوات تفعيل ملف تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن كل محاولاتهما تصطدم بتعامل إسرائيل مع الملف على اعتبار أنّ الجنديين الأسيرين هدار غولدين وشاؤول أرون جثتان، وهذا يعني عدم استعدادها لدفع ثمن مقابل الافراج عنهما.
كما تتهم حماس السلطات الإسرائيلية كذلك بالتعامل مع الأسيرين منغيستو وهشام السيد بعدم مبالاة، حيث تقول إنهما مريضان نفسيان وهو ادعاء ترفضه "كتائب القسام".
وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، قد هدد خلال احتفال حركته بذكرى انطلاقتها، الشهر الماضي، بإغلاق ملف الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين تحتجزهم الحركة منذ 2014، في حال لم يتم التوصل لصفقة تبادل.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، مساء اليوم، أن "الفجوة لا تزال كبيرة" بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية في إطار التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، مشيرة إلى أن حماس تصر على شمل قيادات الحركة الوطنية الأسيرة، والأسرى من ذوي المحكوميات الطويلة في الصفقة، الأمر الذي ترفضه إسرائيل.
مسؤول إسرائيلي يلتقي بوالدة "منغستو".. والأخيرة: "لقد تأكدت منه.."

وقال رئيس البلدية: "سنواصل الوقوف إلى جانب عائلة منغستو وإلى جانب والدته العزيزة، تصلي عسقلان كلها من أجل عودة أفيرا وتتوق إلى اللحظة التي يعود فيها إلى المنزل".
ونقلت القناة 13 العبرية عن أغرانيش والدة أفيرا منغسيتو قولها: "لقد تأكدت منه (أفيرا مغنيستو)، يبدو أنه هو".