لندن- رأي اليوم- خاص
ثلاثة تطورات كانت قد تحدثت عنها رأي اليوم في تقارير سابقة سبقت الإعلان المثير الذي قدمه الأمير الهاشمي الأردني حمزة بن الحسين في اليوم الأول من شهر رمضان معلنا تخليه الشخصي عن لقب “أمير” على أساس تحقيق “شرط الضمير”.
التطور الأردن صعود الحديث عن “وساطة سعودية وإماراتية” والثاني سيناريو الإفراج عن السجين باسم عوض الله والثالث رسالة الإعتذار الشهيرة من حمزة بن الحسين لشقيقه الملك عبدالله الثاني والشعب الاردني.
الجديد والمهم والمثير في “اللهجة” التي إستعملها الأمير الذي تحول بقرار ذاتي إلى”مواطن عادي” أنه إشار لأنه يتخلى عن لقبه عمليا بسبب ما يمكن وصفه بشرط الضمير حيث لديه اليوم قناعات شخصية راسخة بأن ما تقوم به المؤسسات في المرحلة الحالية يخالف ما رسخ من مباديء .
والأهم الإشارة التلغيزية لإن كيفية إدارة الدولة الأن يتعاكس بلهجة الأمير المستقيل من لقبه علنا مع مسوغات “القسم الذي تعهد به لوالده الراحل الملك حسين بن طلال”.
مجددا كانت لهجة حمزة بن الحسين حادة وحاسمة .
وقال بوضوح أنه يتوكل على ألله ويفوض أمره له معتبرا انه بالتخلي عن لقب الأمير يبر بالقسم لوالده الراحل وملتزما بان يبقى مخلصا لتراث الأجداد ومصالح الشعب والأمة قائلا أنه تشرف خدمة الشعب الأردني بمعية والده الراحل.
في بيان خلع اللقب الملكي عن نفسه لم يتطرق حمزة بن الحسين لأي تفصيلات لها علاقة بما حصل معه بعد إتهامه بدور في “الفتنة” التي تم الإعلان عنها في شهر نيسان العام الماضي.
لافت جدا في السياق ان تخلي الأمير حمزة عن لقبه أعلن في ظل تسريبات بالجملة عن “ترتيبات خاصة” لمغادرته البلاد في رحلة أخيرة للخارج ،الأمر الذي لم يعرف بعد ما إذا كانت الدولة الأردنية قد أقرته أو وافقت عليه اصلا مع ان التسريبات تحدثت عن “وساطة إماراتية واخرى سعودية” تدخلت خلف الستائر قبل عدة أسابيع وإنتهت برسالة الإعتذار العلنية التي نشرها حمزة قبل موقفه الجديد عصر الجمعة وعلى أساس سيناريو يقضي بمغادرة الأردن .
لكن حمزة الأن قد يغادر بصفته مواطن فقط وليس أميرا .
وهو وضع معقد للغاية لم يسبق أن ألفه الأردنيون أو تعاملوا معه حتى على صعيد المؤسسات وإن كان تخليه عن لقب الأمير سيثير النقاش مجددا على مستوى الرأي العام.
كان المناخ السياسي يشير لإحتمالية الإفراج عن المتهم الرئيسي في قضية الفتنة وهو الدكتور باسم عوض ألله بتدخل سعودي ايضا كما قالت رأي اليوم في تقارير سابقة لها .
لكن لم يعرف بعد ما إذا كانت خطوة التخلي عن لقب الأمير جزء من سيناريو سعودي تداخلي لإنهاء أزمة أم ستقود إلى تجديد أزمة قديمة صدمت جميع الأردنيين