|
البشرية تعيش أجواء ما قبل الحرب العالمية الثانية.. متغيرات جذرية إذا وقعت الواقعة.. أير هيلفاند الحاصل على “نوبل” يحذر من دمار نووي.. والعالم في قبضة المجهول |
2022-02-13 |
|
|
البشرية تعيش أجواء ما قبل الحرب العالمية الثانية.. متغيرات جذرية إذا وقعت الواقعة.. أير هيلفاند الحاصل على “نوبل” يحذر من دمار نووي.. والعالم في قبضة المجهول
من يطالع الأجواء التي يعيشها العالم الآن، لا يجد كبير عناء في اكتشاف أنها ذات الأجواء التي سبقت الحرب العالمية الثانية، فما أشبه الليلة بالبارحة!
السؤال الذي بات يفرض نفسه على الجميع:
أي نتائج يمكن أن تتمخض عن الأوضاع الحالية وسط ترقب حرب بين عشية وضحاها؟
ولمن ستكون الغلبة في معركة القوى الكبرى؟
برأي علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية المخضرم فإن البيان الروسى الصينى المُشترك الذى صدر يوم 4 فبراير 2022، يُمكن اعتباره إعلان أمن الدولتين بأن العلاقات الدولية قد دخلت حقبة جديدة تأسيسًا على التطورات العميقة التى شهدها العالم والتى حددها البيان فى تعددية الأقطاب، ونشوء مُجتمع المعلومات، والحوكمة الدولية، والتعددية الثقافية، والعولمة الاقتصادية، إضافة إلى الأزمة الصحية العالمية التى سببها انتشار جائحة كورونا.
وأضاف أن كُل هذا يدعو إلى ضرورة وجود حوار مُستمر بين كل الدول للوصول إلى فهم مُشترك وبناء الثقة المُتبادلة بينها، واحترام حق الشعوب فى تقرير مصيرها واختيار نهج التنمية المُناسب لها فى إطار دور رئيسى للأمم المُتحدة ومجلس الأمن وأجندة 2030.
وأضاف أن صدور هذا البيان من الصين وروسيا يُعد إعلانًا من الدولتين بضرورة مُراجعة الاختلالات القائمة فى النظام الدولى الراهن وإحياء القيم المؤسسة لنظام الأمم المُتحدة والتى تقوم على المُساواة بين الدول وعدم التدخُل فى شئونها الداخلية، وإنهاء التجاوزات التى أدخلتها أمريكا فى بنية العلاقات الدولية فى مرحلة هيمنةالقُطب الواحد وسيطرته على إدارة العالم.
السيناريو الوحشي والدمار النووي
المحلل السياسي عبد اللطيف المناوي يرى أن السؤال حول احتمال اندلاع حرب بين روسيا من ناحية وأوروبا وأمريكا من ناحية أخرى أصبح أحد أسئلة العامة مشيرا إلى أن السؤال خرج من دائرة المتخصصين أو المتابعين إلى رجل الشارع بعدما تعالت صيحات القتال وما يبدو أنه تسخين وإعداد لساحة قتال.
وأضاف أنه لا يبدو أن هذه الحرب ستقع، ليس لعقل من يدير ولكن للمخاطر التى يمكن أن تصل إلى دمار العالم.
وقال إن الأزمة الحالية بين الغرب وروسيا تهدد بمخاطر رهيبة على الكوكب بأسره؛ لذلك يتعين على الأطراف تغيير نهجهم تجاه بعضهم البعض.
وذكّر المناوي بما كتبه أير هيلفاند، الحاصل على جائزة نوبل، أمس، فى مقال لصحيفة “ذا نيشن” عن العواقب إذا تطورت الأزمة الحالية إلى اندلاع حرب بين موسكو وكييف: «الصراع باستخدام الأسلحة التقليدية يهدد بكارثة إنسانية بآلاف الضحايا وملايين اللاجئين. وإذا امتد الصراع إلى ما وراء حدود أوكرانيا، فإن الناتو سيدخل فى الأعمال القتالية، وتندلع حرب كبرى بمشاركة القوات النووية ويحضر الخطر الحقيقى
لاستخدام الأسلحة النووية».
وتابع قائلا: “لفت هيلفاند الانتباه إلى أن «روسيا لديها 3500 سلاح نووى، والولايات المتحدة لديها 1750 رأسًا حربيًا جاهزة للاستخدام، و400 أخرى لدى حلفائها فى الناتو. وبحسب العالم، فإن انفجار قنبلة نووية 100 كيلوطن (هى وحدة لقياس الطاقة النووية) فوق موسكو سيؤدى إلى سقوط 250 ألف ضحية، وستؤدى ضربة مماثلة لواشنطن إلى مقتل 170 ألف شخص. وتمتلك روسيا صواريخ تحمل 460 شحنة نووية حرارية لها مردود يتراوح بين 500 و800 كيلو طن، وتحمل الغواصات الأمريكية 455 كيلو طن».
وحذر هيلفاند من أنه فى غضون أشهر من الهجوم، سيموت الغالبية العظمى من سكان الولايات المتحدة من الجوع ومرض الإشعاع والأمراض الوبائية، ولفت إلى أن ضربة مماثلة لروسيا تهدد بنفس العواقب، مشيرا إلى أنه إذا شاركت دول الناتو الأخرى فى الحرب، فسيكون هناك دمار فى كندا والدول الأوروبية.
لماذا أوكرانيا؟
المحلل السياسي الدكتور وحيد عبد المجيد يرى أن أوكرانيا بالنسبة إلى الولايات المتحدة تبدو رمزًا لاستمرار النظام الحالى الذى تصرُ على التمسك به، ويُعتقدُ فى معظم دوائر صنع القرار بواشنطن أن روسيا والدول الأخرى التى تريدُ تغييرِه (الدول المراجِعة Revisionist) تُمثَّلُ تهديدًا لمصالحها، ويتعينُ بالتالى التصدى لها.
وأضاف أن أوكرانيا هى الساحة التى تتصدى فيها اليوم لهذا التهديد، عبر المحافظة على الوضع الراهن فيها، وعدم تقديم ما ترى أنه تنازل جوهرى لروسيا.
وقال إنه ضمن هذه السياسة، تستخدمُ واشنطن ملف انضمام أوكرانيا إلى الناتو ورقةَ ضغطٍ على موسكو، ووسيلةً لدفعِها إلى خفض سقف أهدافها على المستويين الدولى والإقليمى.
وقال عبد المجيد إنه فى مجرى هذا الصراع على الحاضر والمستقبل، تقلُ أهميةُ التاريخ حتى إذا كان فى ذاكرة الروس ما يُذكّرُ بما قاله الجنرال ميخائيل كوتوزوف الذى واجه نابليون بونابرت وكان ندًا له فى معركة بورودنيو الرهيبة التى انتهت بخسائر فادحةٍ فى صفوف الطرفين 1812. فقد قال كوتوزوف إن روسيا كانت السيف، وأوكرانيا الدرع، رغم أنها لم تمنع نابليون من دخول روسيا، ثم الوصول إلى موسكو ولكن بقواتٍ خائرةٍ بفعل ضراوة تلك المعركة.
وخلص عبد المجيد إلى أن المهم فى هذا كلهِ، أن عيون صانعى القرار هنا وهناك لا تُبصرُ فى المجتمع الأوكرانى سوى أنصار كل من الدولتين, أى من دعمتهم واشنطن 2005، ومن ُتساندُهم موسكو منذ 2014, بلا أى اعتبار لمن لا ناقة لهم ولا جمل فى هذا الصراع.
|
|