حركة حماس ذهبت لملف المصالحة وهي”منقسمة” وبعض التناقضات داخلها مرتبطة بأجندة إنتخابات تخصها وتجاذبات بعنوان من هو الرئيس القادم للمكتب السياسي؟.
حماس ولأول مرة بالرغم من تصريحات زعيمها الشيخ اسماعيل هنية وتوقيعها على وثيقة مصالحة الفصائل في القاهرة عليها قبل المضي قدما في خطة “مشاركة القوائم الانتخابية” تجاوز إمتحان عسير له علاقة بإنتخابات داخلية لمؤسساتها وهيئاتها مثل المكتب التنفيذي.
الخلافات بين اقطاب الحركة لا يمكن إخفائها هنا عشية مؤشرات الاشتباك النادرة في المشهد الداخلي الفلسطيني وفيما بدأت لجنة الانتخابات ترفع يافطاتها وتنشر إعلاناتها بخصوص قرب التسجيل للمقترعين بصفة قانونية وما يتبع من خطوات تنقيح وطعن وخلافه.
حركة فتح ايضا وعشية تدشين إجراءات الدكتور حنا ناصر رئيس اللجنة العليا للإنتخابات “غير موحدة” وفيها تيارات ومؤشرات على إحتمالية بروز “أكثر من قائمة” بالرغم من توصيات المجلس الثوري التي حذرت حركيا من ولادة اي قوائم “غير مستقلة” تنتحل صفة التنظيم الحركي.
مصر والاردن مهتمتان فعلا بان تذهب حركة فتح لإنتخابات التشريعي موحدة حتى لا تتسلل حركة حماس بين التباينات وتعزز حصتها.
وسط هذه الفوضى في المشهد التحضيري للإنتخابات الفلسطينية يسعى الرئيس محمود عباس للإمساك بزمام المبادرة ويتمكن الوزير الفتحاوي حسين الشيخ مع حليفه الاهم مدير المخابرات ماجد فرج “تأمين” اللقاء الوجاهي الوحيد مع الاسير مروان البرغوثي وهو لقاء لم يكن ليتم لولا” التنسيق الامني” مع الاسرائيليين الذي شمل إتصالات موازية مع العديد من رموز وقادة الاسرى ايضا.
روايتان عن لقاء “الشيخ – البرغوثي” تتصدران الاولى بلسان وخطاب اللواء جبريل الرجوب وهي رواية يمكن طبعا حسابها على الرئيس عباس وضمن مسارات”المصالحة” وعلى اساس اقناع جماهير اقاليم حركة فتح بان البرغوثي ليس بصدد “أي إنقلاب على ترتيبات الشرعية الحركية والرئاسية”.
والثانية بلسان اوساط مطلعة جدا كانت تتحدث مع وعن البرغوثي طوال الاسابيع الثلاثة الماضية وفكرتها أن البرغوثي وهو قيادي مؤثر جدا في الخارطة الانتخابية والفتحاوية “يسعى للشراكة” مع تيار المفصولين من حركة فتح بقيادة محمد دحلان.
في الاثناء تصل من واشنطن وعبر حلقات إتصال خاصة تلك الرسالة التي تقول بان الادارة الامريكية الجديدة ليست معنية بالتحدث مع حركة حماس الان لكنها لا تمانع التنسيق مع حكومة منتخبة تشارك فيها حركة حماس.
الجزء الثاني من رسالة مكتب الشرق الادنى التابع لوزير الخارجية الامريكي اننتوني بلينكن هو ذلك الذي يرجح بأن “نزاهة الانتخابات” مسألة اساسية حتى ينطلق مشروع التسوية والاهم عدم وجود “فيتو” امريكي على ترشيح الاسير مروان البرغوثي للإنتخابات “ما دام الفلسطينيون يريدون ذلك وقانونهم الاساسي يسمح به” وبصرف النظر عن الموقف الاسرائيلي.
يلاحظ في الاثناء بان الاسير البرغوثي ومن سجنه يسمح له الاسرائيليون بإجراء كل منظومة الاتصالات التي يريدها وهو قرار يبدو ان مؤسسة العمق الاسرائيلية التي تدير السجون هي التي تسمح به.
ولغرض سياسي على الارجح فيما تدخل الازمة بين الرئيس جو بايدن ونتنياهو على خط الملف برمته ويتم إبلاغ أمريكيين فلسطينيين رسميا بان ” ما يؤخر او يعيق حتى الان” تقديم مساعدات مباشرة للسلطة الفلسطينية ماليا هو حصريا “سلسلة قرارات قضائية” قررها القضاء الامريكي بخصوص “تعويضات لضحايا” ما يسمى بعمليات إرهابية فلسطينية .
تلك مسألة “قيد الترتيب” وفي السياق القانوني..هذا ما ابلغه هادي عمرو المسئول الجديد في الخارجية الامريكية لنشطاء من الجانب الفلسطيني